فى عام 1851 قام عالم الآثار الفرنسى "أوجست مارييت" بكشف أثرى فى غاية الأهمية عندما عثر على قبو تحت الأرض بمنطقة سقارة
يحوى 24 تابوت حجرى , بعضها من البازلت و البعض الآخر من الجرانيت .
تبلغ هذه التوابيت الحجرية من الضخامة بحيث يصل وزن كل واحد منها
حوالى 70 طنا . كان هذا الكشف الهام هو "السيرابيوم" , و الذى يفترض
بعض علماء الآثار أنه كان مكانا لدفن عجول أبيس التى كانت مقدسه فى ممفيس .
و لكن فى الحقيقة , لا يوجد أى دليل يؤيد هذه الفرضية , لأن التوابيت
عندما عثر عليها كانت مغلقة و فارغة , و لم يعثر بداخل أى تابوت منها
على أى شئ يدل على أنها كانت تحوى بداخلها "عجول محنطه" .
لذلك فان هذه التوابيت تظل حتى الان موضع بحث و تأمل .
لماذا صنع قدماء المصريين توابيت بهذه الضخامة , و لماذا وضعوها
بقبو تحت الأرض , و السؤال الأهم , لماذا وجدت فارغة ؟
و الشئ المثير للاهتمام بخصوص توابيت السيرابيوم (بغض النظر
عن ضخامة الحجم) هو الدقة المتناهية فى صنع هذه التوابيت .
ففى عام 1995 قام الباحث "كريستوفر دن" بدراسة هذه التوابيت
من حيث تقنية الصنع و اكتشف أنها صنعت بتكنولوجيا متقدمة جدا
فأسطح التوابيت ملساء تماما , بشكل مستحيل أن يتحقق باستخدام
المطرقة و الازميل . كما أن أغطية التوابيت قطعت بدقة متناهية تناسب تماما حجم كل تابوت توضع فوقه , بحث يكون الغطاء محكما , و لا يسمح بمرور أى هواء أو رطوبة عند وضعه فوق التابوت الذى يخصه . و قد صرح "كريستوفر دن" بأن قدماء المصريين قاموا بالخطوات النهائية (التشطيب) لانهاء صنع هذه التوابيت تحت الأرض , و ذلك لتحقيق الدقة المتناهية فى ضبط الأغطية فوق التوابيت و احكامها تماما لمنع تسرب الهواء
و الرطوبة الى داخلها . فأحجار الجرانيت و البازلت تتأثر بالحرارة العالية
و أشعة الشمس و قد تفقد أغطية التوابيت جزء من دقة احكامها اذا ما تم تشطيبها فوق الأرض (فى حرارة الشمس) , ثم نقلت بعد ذلك الى داخل القبو حيث درجة الحرارة أقل بكثير .
و هنا يبرز السؤال : لماذا تكبد المصرى القديم مشقة اتمام الخطوات
النهائية لتوابيت السيرابيوم تحت الأرض , و لماذا كان هذا الحرص
الشديد على احكام غلق التوابيت بشكل دقيق جدا ؟
ان السبب الوجيه الذى من أجله تكبد المصرى القديم كل هذه المشاق
لابد و أنه كان سبب دينى .
ان دراسة النصوص المصرية القديمة التى تتحدث عن الحديد النيزكى
و دوره فى نشأة الكون و معاملة المصرى القديم له على أنه كائن الهى
أو "جسم الاله" , هو السبب الوجيه الذى من أجله قام المصرى القديم بهذا العمل الجبار .
ان توابيت السيرابيوم صنعت بهذه الضخامة و الدقة المتناهية ووضعت
فى قبو تحت الأرض لكى تحفظ بداخلها نيازك حديدية .
فهذه هى البيئة المناسبة لحفظ النيازك الحديدية من التحلل و الصدأ .
فوجودها داخل توابيت من الجرانيت (أو البازلت) محكم الغلق
يمنع عنها الهواء و الطوبة , و وجود التوابيت فى قبو تحت الأرض
يحميها من تقلبات الطقس و يحفظها فى درجة حرارة متساوية تقريبا
طوال العام .
و عند قراءة تراث مدينة طيبة نجده يتحدث عن نيزك أطلق عليه قدماء
المصريين اسم ( كا – مو – تف ) أى ثور أمه , و يوصف بأنه الثور الذى قام بعملية الاخصاب الكونى للسماء . و تتحدث متون الأهرام و متون التوابيت أن روح الملك المتوفى تصعد الى السماء و معها قوة و بذرة الثور
و كل هذه النصوص تجعلنا نتساءل ان كانت طقوس تقديس عجل
أبيس هى طقوس رمزية تخفى فى جوهرها تقديس لنيازك من الحديد
كان قدماء المصريين يشبهونها بالثور , و ذلك بسبب دورها الهام فى
الاخصاب الكونى , لأنها هى المادة الخام أو العنصر الرئيسي
الذى منه تصنع الشمس و النجوم و الكواكب .
و لا يمكننا أيضا أن نتجاهل حقيقة هامة و هى أن اسم منطقة سقارة
مشتق من اسم "سوكر" و هو صقر العالم السفلى الذى ارتبط
بالحديد . فقارب سوكر المعروف باسم قارب ال "حنو" دائما ما
تكون مقدمته مصنوعة من الحديد .
يحوى 24 تابوت حجرى , بعضها من البازلت و البعض الآخر من الجرانيت .
تبلغ هذه التوابيت الحجرية من الضخامة بحيث يصل وزن كل واحد منها
حوالى 70 طنا . كان هذا الكشف الهام هو "السيرابيوم" , و الذى يفترض
بعض علماء الآثار أنه كان مكانا لدفن عجول أبيس التى كانت مقدسه فى ممفيس .
و لكن فى الحقيقة , لا يوجد أى دليل يؤيد هذه الفرضية , لأن التوابيت
عندما عثر عليها كانت مغلقة و فارغة , و لم يعثر بداخل أى تابوت منها
على أى شئ يدل على أنها كانت تحوى بداخلها "عجول محنطه" .
لذلك فان هذه التوابيت تظل حتى الان موضع بحث و تأمل .
لماذا صنع قدماء المصريين توابيت بهذه الضخامة , و لماذا وضعوها
بقبو تحت الأرض , و السؤال الأهم , لماذا وجدت فارغة ؟
و الشئ المثير للاهتمام بخصوص توابيت السيرابيوم (بغض النظر
عن ضخامة الحجم) هو الدقة المتناهية فى صنع هذه التوابيت .
ففى عام 1995 قام الباحث "كريستوفر دن" بدراسة هذه التوابيت
من حيث تقنية الصنع و اكتشف أنها صنعت بتكنولوجيا متقدمة جدا
فأسطح التوابيت ملساء تماما , بشكل مستحيل أن يتحقق باستخدام
المطرقة و الازميل . كما أن أغطية التوابيت قطعت بدقة متناهية تناسب تماما حجم كل تابوت توضع فوقه , بحث يكون الغطاء محكما , و لا يسمح بمرور أى هواء أو رطوبة عند وضعه فوق التابوت الذى يخصه . و قد صرح "كريستوفر دن" بأن قدماء المصريين قاموا بالخطوات النهائية (التشطيب) لانهاء صنع هذه التوابيت تحت الأرض , و ذلك لتحقيق الدقة المتناهية فى ضبط الأغطية فوق التوابيت و احكامها تماما لمنع تسرب الهواء
و الرطوبة الى داخلها . فأحجار الجرانيت و البازلت تتأثر بالحرارة العالية
و أشعة الشمس و قد تفقد أغطية التوابيت جزء من دقة احكامها اذا ما تم تشطيبها فوق الأرض (فى حرارة الشمس) , ثم نقلت بعد ذلك الى داخل القبو حيث درجة الحرارة أقل بكثير .
و هنا يبرز السؤال : لماذا تكبد المصرى القديم مشقة اتمام الخطوات
النهائية لتوابيت السيرابيوم تحت الأرض , و لماذا كان هذا الحرص
الشديد على احكام غلق التوابيت بشكل دقيق جدا ؟
ان السبب الوجيه الذى من أجله تكبد المصرى القديم كل هذه المشاق
لابد و أنه كان سبب دينى .
ان دراسة النصوص المصرية القديمة التى تتحدث عن الحديد النيزكى
و دوره فى نشأة الكون و معاملة المصرى القديم له على أنه كائن الهى
أو "جسم الاله" , هو السبب الوجيه الذى من أجله قام المصرى القديم بهذا العمل الجبار .
ان توابيت السيرابيوم صنعت بهذه الضخامة و الدقة المتناهية ووضعت
فى قبو تحت الأرض لكى تحفظ بداخلها نيازك حديدية .
فهذه هى البيئة المناسبة لحفظ النيازك الحديدية من التحلل و الصدأ .
فوجودها داخل توابيت من الجرانيت (أو البازلت) محكم الغلق
يمنع عنها الهواء و الطوبة , و وجود التوابيت فى قبو تحت الأرض
يحميها من تقلبات الطقس و يحفظها فى درجة حرارة متساوية تقريبا
طوال العام .
و عند قراءة تراث مدينة طيبة نجده يتحدث عن نيزك أطلق عليه قدماء
المصريين اسم ( كا – مو – تف ) أى ثور أمه , و يوصف بأنه الثور الذى قام بعملية الاخصاب الكونى للسماء . و تتحدث متون الأهرام و متون التوابيت أن روح الملك المتوفى تصعد الى السماء و معها قوة و بذرة الثور
و كل هذه النصوص تجعلنا نتساءل ان كانت طقوس تقديس عجل
أبيس هى طقوس رمزية تخفى فى جوهرها تقديس لنيازك من الحديد
كان قدماء المصريين يشبهونها بالثور , و ذلك بسبب دورها الهام فى
الاخصاب الكونى , لأنها هى المادة الخام أو العنصر الرئيسي
الذى منه تصنع الشمس و النجوم و الكواكب .
و لا يمكننا أيضا أن نتجاهل حقيقة هامة و هى أن اسم منطقة سقارة
مشتق من اسم "سوكر" و هو صقر العالم السفلى الذى ارتبط
بالحديد . فقارب سوكر المعروف باسم قارب ال "حنو" دائما ما
تكون مقدمته مصنوعة من الحديد .